سورة النمل - تفسير تفسير الواحدي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (النمل)


        


{وورث سليمان داود} نبوَّته وعلمه دون سائر أولاده {وقال يا أيُّها الناس علِّمنا منطق الطير} فهمنا ما يقوله الطَّير.
{وحشر} وجُمع {لسليمان جنوده} في مسيرٍ له {فهم يوزعون} يُحبس أوَّلهم على آخرهم حتى يجتمعوا.
{حتى إذا أتوا على وادي النمل} كان هذا الوادي بالشَّام، وكانت نملة كأمثال الذُّباب {لا يحطمنَّكم سليمان وجنوده} لا يكسرنَّكم بأن يطؤوكم.
{فتبسَّم} سليمان عليه السلام لمَّا سمع قولها، وتذكَّر ما أنعم الله به عليه فقال: {ربِّ أوزعني} ألهمني {أن أشكر نعمتك التي أنعمت عليَّ وعلى والديَّ وأن عمل صالحاً ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين}.
{وتفقد الطير} طلبها وبحث عنها {فقال ما لي لا أرى الهدهد أم كان} بل أَكان {من الغائبين} لذلك لم يره.
{لأعذبنه عذاباً شديداً} لأنتفنَّ ريشه وألقينَّه في الشَّمس {أو ليأتيني بسلطان مبين} حجَّةٍ واضحةٍ في غيبته.
{فمكث غير بعيدٍ} لم يطل الوقت حتى جاء الهدهد، وقال لسليمان: {أحطتُ بما لم تحط به} علمتُ ما لم تعلمه {وجئتك من سبأ} وهي مدينةٌ باليمن {بنبأ يقين} بخبرٍ لا شكَّ فيه. وقوله: {وأوتيت من كلِّ شيء} أَيْ: ممَّا يُعطى الملوك {ولها عرش} سريرٌ {عظيم}.


{ألا يسجدوا} أَيْ: لأنْ لا يسجدوا لله {الذي يخرج الخبء في السموات والأرض} القطر من السَّماء، والنَّبات من الأرض.


{ثمَّ تولَّ عنهم} أَيْ: استأخر غير بعيدٍ {فانظر ماذا يرجعون} ما يردُّون من الجواب، فمضى الهدهد، وألقى إليها الكتاب، ف
{قالت يا أيها الملأ إني ألقي إليَّ كتاب كريم} حسنٌ ما فيه، ثمَّ بيَّنت ما فيه فقالت: {إنَّه من سليمان وإنَّه بسم الله الرحمن الرحيم}.
{ألا تعلوعليَّ} أَيْ: لا تترفَّعوا عليَّ وإن كنتم ملوكاً {وأتوني مسلمين} طائعين مُنقادين.
{قالت يا أيها الملأ أفتوني في أمري} بيِّنوا لي ما أعمل {ما كنت قاطعة} قاضيةً وفاصلةً {أمر حتى تشهدون} حتى تحضرون، أَيْ: لا أقطع أمراً دونكم.
{قالوا} مُجيبين لها: {نحن أولو قوَّة} في القتال {وأولو بأس شديد} عند الحرب {والأمر إليك} أيَّتها الملكة {فانظري ماذا تأمرين} نُطِعْك.
{قالت إنَّ الملوك إذا دخلوا قرية} عنوةً وغلبةً {أفسدوها} خرَّبوها {وجعلوا أعزَّة أهلها أذلة} أهانوا أشرافها بها؛ ليستقيم لهم الأمر، أشارت إلى أنَّها لو جاءت سليمان محاربةً احتاجت إلى التَّخريب والإِفساد، وصدَّقها الله سبحانه في قولها فقال: {وكذلك يفعلون}.
{وإني مرسلة إليهم بهدية} أُصانعه بها وأختبره أملكٌ هو أم نبيٌّ؟ فإن كان ملكاً قبلها، وإن كان نبيّاً لم يقبلها {فناظرة بِمَ} بأيِّ شيءٍ {يرجع المرسلون} من عنده.
{فلما جاء} البريد أو الرَّسول {سليمان قال أتمدونني بمالٍ فما آتاني الله} من الدِّين والنُّبوَّة والحكمة {خيرٌ مما آتاكم} من الدُّنيا {بل أنتم بهديتكم تفرحون} لأنَّهم أهل مكاثرة بالدُّنيا، ثمَّ قال للرَّسول: {ارجع إليهم فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم} لا طاقة لهم {بها ولنخرجنَّهم منها} من أرضهم {أذلة}، فجاءها الرَّسول وأخبرها بما رأى وشاهد، فتجهَّزت للمسير إلى سليمان، فلمَّا علم سليمان عليه السَّلام بمسيرها إليه.
{قال يا أيها الملأ أيكم يأتيني بعرشها} سريرها {قبل أن يأتوني مسلمين} لأنَّه حينئذٍ لا يحلُّ أخذ ما في أيديهم.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6